نعم، الأموال السائلة (الكاش) الموضوعة في الحساب البنكي لا تُدرّ عائدًا كبيرًا مثل استثمارها في مشاريع أو مخزون أو توسعات. على الورق (في قائمة الدخل)، قد يظهر ربحك أقل لأنك لم تحقق أقصى عائد ممكن من كل قرش. لكن، هذه السيولة هي شبكة الأمان الخاصة بك. هي التي تمكنك من:
- اغتنام الفرص الذهبية: مثل شراء كميات كبيرة بخصم نقدي كبير، أو الاستثمار فجأة في تقنية جديدة متطورة، أو الاستحواذ على منافس ضعيف بثمن بخس.
- مواجهة الأزمات المفاجئة: انقطاع في سلسلة التوريد، ركود اقتصادي، خسارة عميل رئيسي، أزمة صحية عالمية (كوفيد مثالاً). الشركات التي تملك كاش تستطيع الصمود حيث ينهار الآخرون.
- المساومة من موقف قوة: مع الموردين (للحصول على شروط دفع أفضل) أو حتى مع المقرضين (للحصول على فوائد أقل عند الحاجة للاقتراض).
- تجنب بيع الأصول الأساسية بثمن بخس: عند الضغط، قد تضطر لبيع آلات أو عقارات بأسعار منخفضة جدًا لتوليد نقدية سريعة. الكاش يحميك من هذا.
مفهوم مُضاف: هامش الأمان النقدي
حدد الحد الأدنى من النقدية التي يجب أن تكون متوفرة دائمًا في حسابك، كـ"صندوق طوارئ" للشركة. احسبه بناءً على مصروفاتك التشغيلية لعدة أشهر (3-6 أشهر هي بداية جيدة).
مثال/شاهد
شركة أبل (Apple): تشتهر باحتفاظها بكميات هائلة من النقد (مئات المليارات من الدولارات). هذا يمكنها من الاستثمار الضخم في البحث والتطوير، وعمليات الاستحواذ الاستراتيجية (مثل شراء شركة Beats)، ومواجهة أي تقلبات دون ذعر.
شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا: خلال أزمة الكوفيد، الشركات التي كان لديها احتياطي نقدي كافٍ استطاعت التكيف، بينما أغلقت أخرى أبوابها لأنها لم تستطع تغطية التكاليف الثابتة.
فكر في الكاش كـ"درعك الواقي" و"سيفك الهجومي". قد لا يلمع الدرع كالجوهرة، لكنه ينقذ حياتك في المعركة.